السبت، 26 مارس 2011

العالم الجاهل

اذا رأيت يوما عالِماً يقول لجاهلاً أنا أعلَم منك فاعلَم أن هذا العالِم ما هو إلا جاهلا ذا عِلم أما الجاهل فهو جاهلا بعِلم فإن عَلِم فإنه يصبح عالما عن جهل.

فالعالِم الجاهل هو من جَهِل أن العِلْم لا يَرقى بصاحِبه لمَرتَبة، لأن العِلم لا منتهى له فكيف اذاً يوصَف العالم بأنه أعلم

فإن العالِم مهما كان عِلمه في مَسألة ما فهو مازال جاهلا فيها لأن عِلم العالِم ثَبِت عند زَمَنِه، لكن المسألة لازال يبحَث فيها غَيره فيأتي عالم اخر يَجُّب ما تَوصل اليه مَن قَبله من عِلم في هذه المسألة

أما الجاهِل ذا عِلم فهو من مَنَح نَفسه مَرتبة في هذا العلم ليتَعالى على الجاهلين بهذا العِلم فلا يصِح نَعته بالعالِم وإنما هو جاهلا ذا عِلم

فحِذار من هؤلاء الجُهلاء ذوي عِلم فهم خَطَّر فالله يخشاهم والأحرى بك أن تتجنبهم، لأن هؤلاء يشيعون التنافس بُغية اعتِلاء المراتب وليس لنفع الناس بعِلمِهم

واذا يوما سُئِلت بعِلمك في مسألة لا تَقُل أنا أعلَّم ولكن قُل إني على عِلم بالمسألة ولازلت أتعلم



فلا تكن جاهلا ذا عِلم وكن عالما عن جهل