الخميس، 21 يونيو 2012

معمل طورشي

سرحت بخيالي شوية وتخيلت مشوار عملته وقصة بدايتها من ريحة نتنة وقذارة لانهائية، ده استنتاجك أول ما تدخل معمل طرشي.
لكن الطورشجي صاحب المحل وكل الطورشجية اللي شغالين معاه عندهم رأي تاني المعمل اه ممكن يكون مش قد المقام لكن الا الريحة يا باشمهندس! يا جماعة المحل ريحته لاتطاق انتوا ازاي عايشين في الريحة دي؟؟ صاحب المحل اداني نظرة من اياهم وقالي مترغيش كتير ياباشمهندس خد طلبك واتكل عالله متقلبش علي العمال ريحة المعمل زي الفل انت بس يمكن دوست على حاجة في الشارع وانت جايلنا.
اخدت طلبي ومشيت بس سايب ورايا نقاش حاد بين العمال والريس، العمال بيقولوا لصاحب المحل ايه حكاية الريحة الوحشة دي يا ريس؟ انت بقالك سنين بتقولنا المعمل نظيف وريحته فل، ليه الراجل ده بيقول ان ريحة المعمل وحشة؟ رد عليهم انتم رجالتي ولازم تسمعوا اللي بقولكم عليه، انا جد جد جدي الله يرحمهم جميعا بنى المعمل ده على اكتافه ومن عرقه، المعمل ده كان كل حياته والصنايعية اللي كانوا معاه كانوا بيشتغلوا وهم مغمضين ومبيناقشوش وعشان كدة المحل كبر وبقاله زبون.
العمال اخدوا الكلمتين ومشيوا فيهم اللي اقتنع وفيهم اللي بيفكر وبيضرب اخماس في اسداس انما فيهم واحد ماقتنعش بالكلام وقرر من جواه انه لازم يغير اللي هو فيه عايز يخرج لبرة ويشوف هي باقى المحلات رحيتهم شكلها ايه.
اخينا خد بعضه ورا للريس وقاله انا عايز اخد اجازة اريح فيها الجتة، الريس قاله وماله خدلك اسبوع ريح وارجع اشتغل.
اخينا ماكدبش خبر روح عالبيت نام وتاني يوم الصبح بدأ الرحلة، فضل ماشي في الشوارع يلف ويدور لحد ما لقى محل ورد، وقف قدامه شوية مبحلق في الوان الورد اللي خطفت قلبه! وقرر يدخل المحل، وأول ما اخينا دخل المحل لطشته ريحة الورد خرج جري برة جاب اللي في بطنه وراح جري على بيتهم! اه ماهو مش متعود عالريحة ديه، قضي بقيت يومه متنكد بس لسة ريحة الورد شاغلاه وقرر يروح تاني.
تاني يوم اخينا صحي مفرفش فطر ونزل يتمشى وهو ناوي يعدي عالمحل بتاع الورد تاني، أول ما وصل قدام المحل الالوان زغللت عينه تاني بس المرة دي صاحب المحل ظهر وقاله لو مش قادر عالريحة بلاش تدخل، اخينا قاله لأ انا عايز اشمها تاني، اخينا دخل المحل لكن المرة دي بطنوا مقلبتش واستحمل الريحة والغريبة انها عجبته! المهم اخينا قرر يكمل باقي الاسبوع في محل الورد، يعدي عليه الصبح ويفضل فيه لاخر النهار وهكذا لحد ماخلصت الاجازة، واخينا مبسوط ومنشكه انه هيروح يحكي لصاحب المحل وزمايله على ريحة محل الورد وازاي حلوة.
اخينا صحي الصبح ولبس هدمة الشغل ويدوب أول ما وصل قدام المحل هلت عليه الريحة! دخل المحل وهو قرفان وضارب بوز قابله الريس وسأله ليه ضارب بوز ما انبسطتش في الاجازة ولا ايه؟ اخينا رد عليه وقاله لأ انبسطت بس عرفت الحقيقة عرفت اد ايه ريحة المحل نتنة ومقرفة وبص لزمايله انتوا ازاي صابرين عالريحة دي؟ العمال اللي كانوا بيفكروا بدأوا يقتنعوا لكن العمال اللي كانوا مقتنعين من الأول مافرقش معاهم أي حاجة.
الريس قفش على اخينا واصر انه يحبسه جوة المعمل لحد مايرجع لعقله، العمال اتقسموا بين اللي موافق على حبس اخينا وبين اللي متضامن معاه وبين اللي بيفكر هيقبض الشهر ده اوفر تايم ولا لأ.
اخينا عرف يفلفص من صاحب المحل وجري على برة في الشارع وقعد يتنطط قدام المحل ويهتف ويقول يسقط يسقط حكم الطورشجية
المشكلة انه لا هو قرر يسيب الشغلانة ولاقرر يكمل فيها كل اللي عمله انه اعتصم قدام المحل علق يفط وهتف ولسة بيهتف لحد دلوقتي.
الطورشجي عمره ما هيقتنع ان معمل الطورشي ريحته وحشة لأنه عايش طول عمره فيه انما لو خرج وقعد في جنينة وشم الورد أكيد هيقول يسقط حكم الطورشجية.